وضع تحقيق استقصائي أجرته أسوشيتد برس الصين في عين العاصفة مجدداً، بسبب تعاملها الأولي مع فايروس كورونا الجديد. وذكر التحقيق أمس (الثلاثاء) أن الصين أخفت الخارطة الجينية للفايروس (الجينوم) لمدة أسبوع، بعد فراغ ثلاثة مختبرات حكومية صينية من إعدادها. وعزت الوكالة ذلك إلى القيود الحكومية المشددة على المعلومات، والتنافس داخل أجهزة الصحة العمومية في البلاد، بحسب وثائق سرية وعشرات المقابلات مع أشخاص لهم صلة بالأمر. وبعد نشر الخارطة الوراثية للفايروس في 11 يناير 2020، امتنعت الصين لمدة أسبوعين على الأقل عن تقديم معلومات لمنظمة الصحة العالمية عن المصابين والحالات، وهي فترة كان ممكناً خلالها احتواء الفايروس بحسب اجتماعات داخلية بمنظمة الصحة العالمية. وكشفت تلك الاجتماعات المسجلة صوتياً أن المنظمة ظلت تشكو حتى 6 يناير من عدم تجاوب الصين بشأن المعلومات، وأن المنظمة قررت الثناء على الصين، على أمل الحصول على مزيد من المعلومات. وكتبت عالمة الأوبئة الأمريكية ماريا فان كيرخوفا، التي تدير الجوانب الفنية لحملة المنظمة لكبح كوفيد-19، في مذكرة داخلية: «نحن نمضي على هدي معلومات ضئيلة جداً. وهي كما هو واضح ليست كافية لوضع خطة سليمة». وقال مدير بعثة المنظمة في الصين الدكتور غاودن غاليا: نحن الآن في مرحلة نتسلم فيها المعلومات قبل 15 دقيقة من إذاعتها على شاشة التلفزيون الحكومي الصيني. وخلص التحقيق إلى أن المنظمة التي يتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتواطؤ مع الصين كانت لا تعرف شيئاً عن الفايروس، بسبب التكتم الصيني. وفي الأسبوع الثاني من يناير، تشير الوثائق الداخلية، دعا مدير الطوارئ في المنظمة الدكتور مايكل ريان إلى ممارسة ضغوط على الصين، حتى لا تتكرر مأساة اندلاع جائحة فايروس «سارس» التي انطلقت من الصين، في عام 2002، وأودت بحياة أكثر من 800 شخص. ووفقاً لبيانات العدوى الصينية، فإنه خلال الفترة بين رسم خارطة جينوم فايروس كورونا الجديد، وبين إعلان منظمة الصحة العالمية الفايروس وباء عالمياً في 30 يناير، تفشى الفايروس ما بين 100-200 مرة.